والجمعُ؛ للنظر إلى المعنى، أي: أولئك المُصِرُّون على الارتداد إلى حينِ الموتِ {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} الحسنةُ التي كانوا عمِلوها في حالة الإسلام حبوطا لاتلافى له قطعاً.
ــ
(والجمع) أي: في {أُوْلَئِكَ}، و {أَعْمَالُهُمْ}، و {أُوْلَئِكَ} الثاني، و {أَصْحَابُ}، و {هُمْ}، و {خَالِدُونَ}. (١)
(الحسنة) قيد بها؛ إذ هي التي تحبط.
{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}: " لبطلان ما تخيلوه، وفوات ما للإسلام من الفوائد الدنيوية."(٢) [(ق)] (٣)
قال (ش):
" (لبطلان إلخ) فإن قلت: الظاهر: لبطلان عملهم إلخ.
قلت: لما كان سقوط الأعمال والعبادات بمعنى: عدم الاعتداد بها والثواب عليها، لاح أن قوله في:{الْآخِرَةِ} كاف، فأشار إلى أن أنهم كانوا يتوهمون أن أعمالهم تلك تنفعهم في الدنيا، فزال ما توهموه. فتأمل." (٤) أهـ
وفي (ع):
" (ما تخيلوه): من الأغراض الجزئية التي تخيلوا التوصل إليها بالإسلام.
(١) ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣٩٤)، روح المعاني (١/ ٥٠٥). وقال صاحب " الدر المصون " (٢/ ٤٠١): " وحُمِل أولاً على لفظِ {مَن} فَأَفْرَدَ في قوله: {يَرْتَدِدْ}، {فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}، وعلى معناها ثانياً في قولِه: {فَأُوْلَئِكَ} إلى آخره، فَجَمَع، وقد تقدَّم أن مثلَ هذا التركيبِ أحسنُ الاستعمالَيْنِ: أعني الحَمْلَ أولاً على اللفظِ، ثم على المعنى." (٢) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٧). (٣) سقط من ب. (٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠٢).