{وَاللَّهُ يَعْلَمُ} ما هو خيرٌ لكم؛ فلذلك أمركم به.
{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} أي: لا تعلَمونه؛ ولذلك تكرَهونه، أو واللَّهُ يعلم ما هو خيرٌ وشرٌّ لكم وأنتم لا تعلمونهما، فلا تتبعوا في ذلك رأيَكم، وامتثلوا بأمره - تعالى -.
ــ
(لا تعلمونه) عبارة (ق):
" لا تعلمون، وفيه دليل على أن الأحكام تتبع المصالح الراجحة، وإن لم نعلم عينها."(١) أهـ
وفي (ك):
" {وَاللَّهُ يَعْلَمُ} ما يصلحكم، [وما هو خير لكم {وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ذلك."(٢) أهـ
كتب السعد:
" (والله يعلم ما يصلحكم)] (٣) يعني أن المفعول مراد لا متروك، منزل فعله منزلة اللازم.
لكن لو جعل (ما) موصولة كان الفعل من قبيل المتعدي إلى مفعول واحد، بمعنى: المعرفة.
ولو جعلت (٤) استفهامية، فإلى مفعولين على الإلغاء (٥)." (٦)
(١) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٦). (٢) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٨). وينظر: النكت والعيون (١/ ٢٧٣)، الوسيط، للواحدي (١/ ٣٢٠)، البحر المحيط (٢/ ٣٨١). وقال صاحب التحرير والتنوير (٢/ ٣٢٣): " وَجُمْلَةُ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} تَذْيِيلٌ لِلْجَمِيعِ، وَمَفْعُولَا {يَعْلَمُ} و {تَعْلَمُونَ} مَحْذُوفَانِ، دَلَّ عَلَيْهِمَا مَا قَبْلَهُ، أَيْ: وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَهُمَا." (٣) ما بين المعقوفتين سقط من ب. (٤) أي: (ما). (٥) الإلغاء: هو من الأحكام التي تختص بها أفعال القلوب، وهو: إبطال عمل العامل لفظًا وتقديرًا؛ لضعف العامل، إما بسبب تأخره عن المفعولين، وإما بسبب توسطه بينهما. وهذا الحكم جائز وليس واجبا، فيجوز أن تقول: زيد قائم أظن، وزيدا قائما أظن، وأن تقول: زيد أظن قائم، وزيدا أظن قائما. ... ينظر: شرح المفصل لابن يعيش (٤/ ٣٢٨)، شرح شذور الذهب، للجوجري (٢/ ٦٥١). (٦) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٥ / ب).