" جعل الإخراج فتنة؛ لأن الفتنة تطلق على الإيذاء والتعذيب وإصابة المحنة والبلاء (٣)، قال تعالى:{فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}(٤)، {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}(٥).
والإخراج من الوطن وأسباب المعاش من أصعب المحن والبلايا.
وذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد: تعذيب الكفار المسلمين؛ لإسلامهم (٦)." (٧) أهـ
وظاهر المفسر: يخالف ما لـ (ع)، وما لـ (ع) هو الأظهر (٨).
(بيان لاستحكام إلخ) في (ق):
" {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ} إخبار عن دوام عداوة الكفار لهم، وإنهم لا ينفكون عنها حتى يردوهم عن دينهم.
(١) أي: الشهاب في عبارته السابقة. (٢) يقصد: القاضي البيضاوي، ونص عبارته: " {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} أي: ما ترتكبونه من الإخراج والشرك أفظع مما ارتكبوه من قتل الحضرمي." (١/ ١٣٧). (٣) ينظر: الوجوه والنظائر (١/ ٣٨٠)، نزهة الأعين النواظر (١/ ٤٧٨ - ٤٧٩). (٤) سورة: العنكبوت، الآية: ١٠. (٥) سورة: البروج، الآية: ١٠. (٦) ينظر: المحرر الوجيز (١/ ٢٩٠)، مفاتيح الغيب (٦/ ٣٩١)، تفسير القرطبي (٣/ ٤٦)، البحر المحيط (٢/ ٣٩٠)، التحرير والتنوير (٢/ ٣٣٠). (٧) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٢١). (٨) لأن الإمام أبا السعود اختار ما ذهب إليه الإمام البيضاوي من أن المراد بالفتنة: ما سبق من الأمور الأربعة، ومن القتل: قتل الحضرمي، وهو ما لم يرتضه الإمام عبد الحكيم، ورجح الشيخُ السقا رأيَ الإمام عبد الحكيم.