" ليس المراد أن المراد بالفتنة: ما يرتكبونه، وبالقتل: قتل الحضرمي، حتى يكون إعادة لما سبق، بل المقصود أن قوله:{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} تذييل لما تقدم؛ للتأكيد، عطف عليه عطف الحكم الكلي على الجزئي.
أي: ما يفتن به المسلمون، ويعذبون به على الكفر أكبر عند الله من القتل، وما ذكره سابقا داخلا فيه دخولا أوليا. (١)
قال الزجاج: " أي: هذه الأشياء أكبر عند الله، أي: أعظم إثما، والفتنة: كفر، والكفر أقبح من القتل." (٢) "(٣)(ع)
وفي (ش):
" (ما يرتكبونه إلخ) هو الأمور الأربعة، وهو تفسير للفتنة، والمراد بالشرك: الكفر، والصد عن الإسلام: كفر، وكذا المنع للمسلمين عن دخول الحرم للعبادة فإنه داخل في الكفر، أو مستلزم له، فلا يرد (٤) عليه: أن التخصيص بهذين لا وجه له، ولا يحتاج إلى التوجيه: بأن ذكرهما على سبيل التمثيل (٥)."(٦) أهـ
(١) ينظر: روح المعاني (١/ ٥٠٤). (٢) معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (١/ ٢٩٠). (٣) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٨ / أ). (٤) كُتب على هذه الكلمة في حاشية الشيخ السقا كلمة: (عصام)، ويقصد به: الإمام عصام الدين بن إبراهيم بن محمد بن عربشاة الاسفرايينى، المتوفى: ٩٥١ هـ، وله " حاشية على تفسير البيضاوي "، وهي مخطوطة محفوظة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، المملكة العربية السعودية، الرياض، تحت رقم: ٠٧٠٣٧. ينظر: شذرات الذهب (١٠/ ٤١٧)، معجم المطبوعات العربية (٢/ ١٣٣٠)، خزانة التراث (١١/ ٣٧٣). (٥) شرح العبارة: عبر القاضي بـ (الإخراج والشرك) عن الأمور الأربعة التى هي: الصد عن سبيل الله، والكفر به، والصد عن المسجد الحرام، وإخراج أهله منه، فورد عليه: بأن التخصيص بهذين الوجهين فقط من الأربعة لا وجه له، فجاء التوجيه: بأنه ذكرهما على سبيل التمثيل، ثم ذكر الإمام الشهاب أن كل هذا لا داعي له؛ لأن الأمور الأربعة مندرجة تحت هذين ومستلزمين لهما. (٦) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠٢).