" التزيين: هو التحسين المدرك بالحس دون المدرك بالعقل؛ ولذا جاء في بعض أوصاف الدنيا وأوصاف الآخرة. (٣)
والمُزَيِّن في الحقيقة: هو الشيطان؛ فإنه حسن الدنيا في أعينهم وحببها إليهم، وقراءة (زَيَّنَ) معلوما على الإسناد المجازي.
والقاضي أخطأ في المدعي وما أصاب في الدليل.
أما الأول: فلأن التزيين صفة تقوم بالشيطان، والفاعل الحقيقي لصفة ما، تقوم به تلك الصفة، وليت شعري ما يقول هذا القائل في الكفر والضلالة.
وأما الثاني: فلأن مبناه عدم الفرق بين الفاعل النحوي الذي كلامنا فيه، والفاعل الكلامي الذي بمعزل عن هذا المقام." (٤)(٥)؛ لأن الله تعالى نسب التزيين إلى نفسه في مواضع كقوله:{زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ}(٦)، وإلى الشيطان في مواضع كقوله:{زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}(٧)، وفي مواضع [ذكره](٨) غير مسمى فاعله كما هنا.
(١) مكتوب فوقها في حاشية السقا: ابن كمال. والمقصود به: شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا الرومي المتوفى سنة ٩٤٠ هـ. له حَاشِيَة على شرح السَّيِّد للكشاف، وهي مخطوطة محفوظة في دار الكتب الظاهرية - دمشق، تحت رقم: ٦١٨ تفسير- ٢٤٣، ولها نسخة أخرى في: المكتبه المركزية - مكة المكرمة، تحت رقم: ٣٧٧/ ٢. ينظر: هدية العارفين (١/ ١٤١)، فهارس علوم القرآن الكريم لمخطوطات دار الكتب الظاهريّة (٣/ ٢٨٧) [لصلاح محمد الخيمى، الناشر: مجمع اللغه العربيه - دمشق، ط: ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م]، خزانة التراث - فهرس المخطوطات (٦١/ ١٥٥) [قام باصداره مركز الملك فيصل]. (٢) في ب: المتأخرين المحققين. (٣) تفسير الراغب الأصفهاني (١/ ٤٣٦). (٤) انتهى إلى هنا كلام هذا المحقق (ابن كمال). (٥) في حاشية الشهاب عبارة: وهذا كله من عدم التأمل. (٦) سورة: النمل، الآية: ٤. (٧) سورة: الأنفال، الآية: ٤٨. (٨) سقط من ب.