وبقي الآخر. ثم مات. فصلوا عليه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما قلتم؟ قال: دعونا الله أن يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه. قال: فأين صلاته بعد صلاته وأين عمله بعد عمله. قال: وأظنه قال: وأين صومه بعد صومه والذي نفسي بيده للذي بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".
٥٨٠٢ - حيوة وابن لهيعة (ق)(١)، عن ابن الهاد أن محمد بن إبراهيم التيمي حدثه عن أبي سلمة (٢)، عن طلحة بن عبيد الله "أن رجلين من بلى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما معًا وكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة: بينا أنا عند باب الجنة يعني في النوم إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي مات الآخر منهما، ثم رجع فأذن للذي استشهد ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنه لم يأن لك. فأصبح طلحة فحدّث الناس فعجبوا فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من أي ذلك تعجبون. قالوا: يا رسول الله، هذا الذي كان أشدهما اجتهادًا فاستشهد في سبيل الله فدخل الآخر الجنة قبله قال: أليس قد مكث هذا بعده سنة وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة. قالوا: بلى. قال: لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض". تابعه محمد بن عمرو بن علقمة.
الصبر على الأوجاع والأحزان رجاء التكفير
٥٨٠٣ - الأعمش (خ م)(٣)، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود "دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يوعك فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا شديدًا قال: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت: لأن لك أجرين؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى مرضٌ فما سواه إلا حط الله عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها".
(١) ابن ماجه (٢/ ١٢٩٣ رقم ٣٩٢٥) من طريق الليث عن ابن الهاد. (٢) ضبب عليها المصنف للانقطاع. (٣) البخاري (١٠/ ١١٥ رقم ٥٦٤٧)، ومسلم (٤/ ١٩٩١ رقم ٢٥٧١) [٤٠]. وأخرجه النسائي في الكبرى (٤/ ٣٥٢ رقم ٧٤٨٣) من طريق الأعمش به.