فلما ظهر وتمكّن، ورجونا الغنى منه حين أيسر وأثخن (١)، والعزّ تماما على الّذى أحسن (٢)، وأن يشفى الله به صدور قوم مؤمنين (٣) ويذهب غيظ قلوبهم ركن إلى الظالمين، وأصغى إلى المداهنين، واستمع من المنافقين، وعفا عن المرجفين (٤)، وتجاوز عن المستهزئين، وخفض جناحه للمتكبّرين، وصعّر (٥) خدّه للمستضعفين، وعبس فى وجوه المقلّين، وجفا عشيرته الأقربين، وأقصى شيعته الأوّلين والآخرين، وحرم إخوانه الأقدمين، «فما تنفعهم شفاعة الشّافعين» ثم تأوّل الكتاب، فتعدّى الصواب، وقرّب الأحزاب، وآوى المتخلّفين (٦) من الأعراب، وآثر بالفىء من لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب (٧)، فأصبحت أياديه عند المؤلّفة قلوبهم، ومن كان يسرّ النفاق فيهم، ويلمزه فى الصّدقات منهم (٨)، وصنائعه عند المعذّرين من