من زمان نبوة؟ أما والله لو أمنتك لقلت، ولكنى أخاف منك حالة لا تحتملها لى، وأتوقّى منك عتبا لا تنصفنى فيه، وما قدّر فقد كان ويكون، وعن كل حادثة أحدوثة، ولا أقول والله- إنى غلطت على نفسى، فتبدّلت بحالة كنت مبغوطا فيها، حالة أنا فى مكروهها، بل أقول: إنى قهرت، فلما فزعت إلى ناصرى الذى كنت أعدّ (١)، وجدت من قهرنى أقلّ نية فى ظلمى، ممن استنصرت فى نصرتى، وتسبّبت للمقادير أسبابها، وتجلت عما تجلّت عنه فى أمرى (٢)، وأحمد الله وأشكره» (٣).
«من رأى فى المنام مثل أخ لى ... كان عونى على الزمان وخلّى
رفعت حاله فحاول حطّى ... وأبى أن يعزّ إلا بذلّى»
(١) أعد: أى أتخذه عدة. (٢) فى الأصل «وتحلت عما تحلت عنه أمرى». (٣) وصورة هذا الكتاب فى الأغانى ومعجم الأدياء «أما والله لو أمنت ودك لقلت، ولكنى أخاف منك عتبا لا تنصفنى فيه، وأخشى من نفسى لأئمة لا تحتملها لى، وما قد قدر فهو كائن، وعن كل حادثة أحدوثة، وما استبدلت بحالة كنت فيها مغتبطا، حالة أنا فى مكروهها وألمها أشد على من أنى فزعت إلى ناصرى عند ظلم لحقنى، فوجدت من يظلمنى أخف نية فى ظلمى منه، وأحمد الله كثيرا» ثم كتب فى أسفلها: الأبيات ... ولم يرد منه فى وفيات الأعيان إلا الأبيات فحسب.