فاتصل هذا الشعر بيحيى بن زياد، فنسب حمادا إلى الزّندقة، ورماه بالخروج عن الإسلام. فقال حماد فيه:
لا مؤمن يعرف إيمانه ... وليس يحيى بالفتى الكافر
منافق ظاهره ناسك ... مخالف الباطن للظاهر
(الأغانى ١٣: ٧٦ وفيات الأعيان ١: ١٦٦)
٥١ - جواب سلامة لمحمد (٣) بن زياد الحارثى إلى المنصور
أما بعد، أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا دائما يستقبل به أنفس العمر فى أدوم السعادة، ويستقبل بنا فيه أحسن المتاع، مساعدا له القضاء على كل ما يرى فى نفسه وأهل بيته ورعيته، معدولا عنه كلّ محذور عليه، حتى يبلّغه فى نفسه غاية الأمل، وفى أهل بيته أحسن العمارة، وفى أمّته أكمل الصلاح، وفى أهل العداوة لدينه أبلغ النقم.
(١) ناصيته: نصوته ونصانى. أى أخذت بناصيته وأخذ بناصيتى، والمعنى: مناضل مدافع. (٢) العراص: جمع عرصة كوردة: وهى البقعة الواسعة بين الدور ليس فيها بناء، وفى الأصل «ما بنا: فى .... » وهو تصحيف. (٣) هو أخو يحيى بن زياد الحارثى، شاعر مترسل بليغ- انظر الفهرست ص ١٧١.