ومنها قوله: واعلم أيها الأمير أن المخالفين لكتاب الله وعدله يقولون فى أمر دينهم بزعمهم على القضاء والقدر، ثم لا يرضون فى أمر دنياهم إلّا بالاجتهاد والبحث والطلب والأخذ بالجزم فيه، ولا يعملون فى أكثر دنياهم على القضاء والقدر.
ومنها قوله محتجا بقوله تعالى:«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها»(١) فلو كان هو الذى دسّاها لما خيّب نفسه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّا كبيرا.
(المنية والأمل ص ١٢)
[٢٦٦ - كتاب بشر بن مروان إلى أخيه عبد العزيز]
وكتب بشر بن مروان إلى أخيه عبد العزيز بن مروان يعتذر عن كتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، لولا الهفوة لم أحتج إلى العذر، ولم يكن لك فى قبوله منى الفضل، ولو احتمل الكتاب أكثر مما ضمّنته لزدت فيه، وبقيّة (٢) الأكابر على الأصاغر من شيم الأكارم، ولقد أحسن مسكين الدارمىّ حيث يقول:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح (٣)