الدليل الثاني: عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم» (١).
الدليل الثاني: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما من السنة يوم أصومه أحب إلي من أن أصوم يوم عرفة» (٢).
وجه الاستدلال: أن هذا تصريح من عائشة - رضي الله عنها - أن يوم عرفة هو أفضل يوم يصام.
الدليل الرابع: ولأن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى - عليه السلام - , ويوم عرفة منسوب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلذلك كان أفضل (٣).
ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء فكان يومه بسنتين (٤).
الدليل الخامس: ولأن صيام عرفة من خصائص هذه الأمة، بخلاف عاشوراء؛ لمشاركة موسى - عليه السلام - وقومه لنا فيه (٥)؛ فكان ما خُصت به هذه الأمة أفضل.
أدلة القول الثاني: القائلين بأن صيام يوم عاشوراء أفضل.
الدليل الأول: عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان» (٦).
وجه الاستدلال: وهذا يقتضي أن يوم عاشوراء أفضل الأيام للصائم بعد رمضان (٧).
(١) رواه البيهقي في الشعب ٥/ ٣١٥ رقم ٣٤٨٦, واللفظ له, والطبراني في المعجم الأوسط ٧/ ٤٤ رقم ٦٨٠٢. وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ١١/ ٣١٠ رقم ٥١٩١: "منكر".
(٢) رواه ابن الجعد في مسنده ص ٨٩ رقم ٥١٢, واللفظ له, والبيهقي في الشعب ٥/ ٣١٥ رقم ٣٤٨٥, في الصيام باب: تخصيص أيام العشر من ذي الحجة بالاجتهاد بالعمل فيهن, وابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٣٤١ رقم ٩٧١٦, في الصيام باب: ما قالوا في صوم يوم عرفة بغير عرفة.
(٣) ينظر: فتح الباري ٤/ ٢٤٩، حاشية الطحطاوي ص ٦٣٩، التوضيح لخليل ٢/ ٤٥٨.
(٤) ينظر: النجم الوهاج ٣/ ٣٥٥، ومغني المحتاج ٢/ ١٨٣، إعانة الطالبين ٢/ ٣٠١.
(٥) ينظر: تحفة الحبيب على شرح الخطيب ٢/ ٤٠٥.
(٦) رواه البخاري ٣/ ٤٤ رقم ٢٠٠٦, في الصوم باب صيام يوم عاشوراء, واللفظ له, ومسلم ٢/ ٧٩٧ رقم ١١٣٢, في الصيام باب صوم يوم عاشوراء.
(٧) ينظر: فتح الباري ٤/ ٢٤٩، ونيل الأوطار ٤/ ٢٨٨.