وأخرجه مسلم بلفظ: أن امرأة أو شابًا وفيه: فكأنهم صغروا أمرها أو أمره، فقال:"دلوني على قبره" فصلى عليه، ثم قال: إن هذِه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم" (١).
قال البيهقي: الذي يغلب على القلب أن هذِه الزيادة في غير رواية أبي رافع، عن أبي هريرة، فإما أن تكون عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا كما رواه أحمد بن عبدة ومن تابعه، أو عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه خالد بن خداش [عن حماد بن زيد، عن ثابت](٢)، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فلم يذكرها، قال: وروى حماد بن واقد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على قبر بعد ثلاثة أيام، وحماد ضعيف، قال: وهذا التأقيت لا يصح البتة (٣).
وفي "صحيح ابن حبان" من حديث خارجة بن زيد بن ثابت، عن عمه يزيد بن ثابت قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما ورد البقيع إذا بقبر جديد، فسأل عنه، فقيل: فلانة. فعرفها وقال: "ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت قائلًا صائمًا فكرهنا أن نؤذيك. قال: أفلا تفعلوا، (ألا)(٤) أعرفن ما مات منكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به، فإن صلاتي عليه رحمة له". ثم أتى القبر فصففنا خلفه فكبر عليه أربعًا (٥).
= والبيهقي ٤/ ٤٧. (١) مسلم (٩٥٦) كتاب: الجنائز، باب: الصلاة على القبر. (٢) في "سنن البيهقي": وقد رواه غير حماد عن ثابت. (٣) "سنن البيهقي" ٤/ ٤٧ - ٤٨. (٤) كذا بالأصل، وفي ابن حبان: (لا)؛ وهو الصواب. (٥) "صحيح ابن حبان" ٧/ ٣٥٦ - ٣٥٧ (٣٠٨٧).