وقوله:(عصب على رأسه حاشية برد) عصَّب بتشديد الصاد، قال الجوهري: حاشية البرد جانبه (١).
وقال القزاز: حاشيتا الثوب: ناحيتاه اللتان في طرفهما الهدب، واعترض الإسماعيلي فقال: ما ذكره من العصابة لا مدخل له في التقنع فإنه تغطية الرأس، وهي شده الخرقة على ما أحاط بالرأس كله.
وقوله: ("على رِسْلك") هو بكسر الراء، أي: اتئد فيه، كما يقال: على هينتك، و (السمر) -بضم الميم- من شجر الطلع، وهو شجر العضاه، ذات شوك. وقوله:(متقنعًا)، لعله لأجل الحر (٢) وقول أبي بكر: فداك أبي وأمي، إن كسرت الفاء مددت، وإن فتحت قصرت. قال ابن التين: وهو الذي قرأنا هنا.
فصل:
قوله:(والله إن جاء في هذِه الساعة إلا لأمر). وفي نسخة:(إلا أمر)، وذكر ابن بطال بلفظ:(الأمر)، ثم قال:(إن) ههنا مؤكدة، واللام في قوله:(لأمر) لام التأكيد، لقوله تعالى:{وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}[إبراهيم: ٤٦] في قراءة من فتح اللام، وهو الكسائي وقوله:{وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ}[القلم: ٥١]، وقوله:{وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}[الأعراف: ١٠٢]. هذا قول سيبويه والبصريين.
(١) "الصحاح" ٦/ ٢٣١٣. (٢) ورد بهامش الأصل: الذي يظهر أنه تقتع، ليختفي على رائيه لا لحر ولا لبرد بل للاختفاء، والله أعلم.