وقال الحسن والشعبي والقرظي: "افتخر علي والعباس وطلحة بن شيبة (٢): فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه؛ ولو أشاء بتُّ فيه، وقال العباس:[أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي](٣): أنا صاحب الجهاد، فأنزل الله هذه الآية" (٤).
والسقاية: الموضع الذي يتخذ فيه (٥) الشراب في المواسم وغيرها، ومنه قوله تعالى:{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}[يوسف: ٧٠]، يعني إناء، قاله الليث (٦)، قال: وسقاية الحاج: سقيهم الشراب" (٧).
فالسقاية يجوز أن تكون اسمًا، ويجوز أن تكون مصدرًا، كالرعاية
(١) رواه ابن جرير ١٠/ ٩٥، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٦٨، والثعلبي ٦/ ٨٦ أ. (٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "طلحة بن شيبة لا وجود له، وإنما خادم الكعبة هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة". انظر: "منهاج السنة" ٥/ ١٨. (٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ى). (٤) ذكر الأثر عنهم الثعلبي ٦/ ٨٦ أ، والواحدي في "أسباب النزول" ٢٤٨، والبغوي ٤/ ٢٢، ورواه ابن جرير ١٠/ ٩٦ عن القرظي بلفظه، وعن الحسن والشعبي بمعناه مختصرًا، وفي سند ابن جرير عن القرظي علتان: جهالة أحد رواته، والإرسال، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ٥/ ١٨ - ١٩: "هذا اللفظ لا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة، بل ودلالات الكذب عليه ظاهرة". (٥) في (ح): (منه). (٦) "تهذيب اللغة" (سقي) ٢/ ١٧١٥، والنص موجود بنحوه في كتاب "العين" (سقي) ٥/ ١٨٩. (٧) المصدرين السابقين، نفس الموضع.