كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٩٤ - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - ٣ - باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه - ج: 9 - ص: 260

وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ (١) مِنْكَ الْجَدُّ"، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ (٢)، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ وَمَنْعٍ وَهَاتِ (٣).

• [٧٢٨٩] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ.

• [٧٢٩٠] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ﵁، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ (٤) الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا". قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ (٥) الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي" فَقَالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي (٦) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

---

(١) الجد: الحظ والسعادة والغِنَى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).
(٢) "قِيلَ وَقَالَ": ضبطت الكلمتان هنا بالبناء على الفتح في عدّة نسخ معتمدة، وجوّز القسطلاني فيهما الجرّ مع التنوين أيضًا. اهـ مصححه.
(٣) ومنع وهات: منع ما عليه إعطاؤه، وطلب ما ليس له. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منع).
* [٧٢٨٨] [التحفة: خ م د س ١١٥٣٥]
* [٧٢٨٩] [التحفة: خ ١٠٤١٣]
(٤) زاغت: من الزيغ: وهو الميل. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣١٤).
(٥) لأبي ذر عن الكشميهني: "الْأَنْصَارُ".
(٦) على أوله صح.