كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٩٠ - كتاب الفتن - ٨ - باب قول النبي ﷺ: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" - ج: 9 - ص: 142

قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ (١): "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ (٢)؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ (٣) عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا (٤) فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ مَنْ (٥) هُوَ أَوْعَى (٦) لَهُ"، فَكَانَ كَذَلِكَ، قَالَ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَُ حُرِّقَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ - حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ - قَالَ: أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ (٧) بِقَصَبَةٍ.

• [٧٠٧٩] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَا تَرْتَدُّوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

---

(١) لأبي ذر وعليه صح: "فقَالَ".
(٢) لأبي ذر عن الحموي: "بالبَلْدَةِ الحَرَامِ".
(٣) أبشاركم: جمع بَشَرَة، وهي ظاهر جلد الإنسان. (انظر: فتح الباري) (١٣/ ٢٧).
(٤) ليس عند ابن عساكر.
(٥) لأبي ذر عن الكشميهني: "لِمَنْ هُوَ".
(٦) أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).
(٧) عليه صح ورقم عليه للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَهِشْتُ".
بهشت: أقبلت وأسرعت إليهم أدفعهم عني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهش).
* [٧٠٧٨] [التحفة: خ م س ١١٦٨٢ - خ ١١٧٠٨]
* [٧٠٧٩] [التحفة: خ ت ٦١٨٥]