قلت لابن عباس: لي جَرَّةٌ ينبذُ لي فيها، فأشربه حُلْوًا؟. فقال (١) ابن عباس: قَدِمَ وفدُ عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"مرحبًا بوفدِ غير الخزايا ولا النَّدامى". فقالوا: يا رسول الله! إنّ بيننا وبينك المشركين من مُضَر، وإنّا لا نصلُ إليك إلَّا في الأشهر الحُرُم، فحدِّثنا بأمرٍ إن عَمِلنا به دخلنا الجنّةَ، وندعو به مَنْ وراءَنا. فقال:"آمركم بثلاثٍ، وأنهاكم عن أربعٍ: آمركم بالإِيمان بالله، وهل تدرون ما الإِيمانُ بالله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:"شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاة، وأن تُعطوا من المغانم الخُمُسَ. وأنهاكم عن أربع: لا تنتبذوا في الدّبَّاء (٢) والنَّقير (٣) والحَنْتَمِ (٤) والمُزَفَّتْ"(٥).
إسناده جيّدٌ. وأبو يحيى هو الحافظ المعروف بـ (صاعقة).
وأخرجه البخاري (٨/ ٨٤ - ٨٥) ومسلم (١/ ٤٨) من طرق عن قُرَّة -وهو ابن خالد- به.
وأخرجاه من طرقٍ مختلفة عن أبي جمرة به، انظرها في "تحفة الأشراف"(٥/ ٢٦٠ - ٢٦١).
(١) في (ظ): (قال). (٢) القرع اليابس. (٣) جذع ينقر وسطه. (٤) فيه أقوال، أظهرها أنها جرار خُضْر (راجع شرح مسلم للنووي: ١/ ١٨٥). (٥) المطليُّ بالقار.