من تمر المِزْوَدِ. فقال:"يا أبا هريرة! خُذه فأعِده في المِزودِ، فإذا أردتَ أن تأخذَ منه شيئًا (١) فأدخل يدَك فيه ولا تكُبَّه".
قال: فأكلتُ منه حياةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلتُ منه حياةَ أبي بكر -رضي الله عنه- (٢) كلَّها، وأكلتُ منه حياةَ عمر -رضي الله عنه (٣) - كلَّها، وأكلتُ منه حياةَ عثمان -رضي الله عنه- (٤). فلمّا قُتِل عثمانُ انتُهِبَ ما في بيتي، وانتُهِبَ المِزوَدُ. ألا أخبركم كم أكلتُ منه؟! أكثرَ من مائتي وَسْقٍ!
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(٦/ ١١٠ - ١١١) من طريق أبي الخطّاب به، ومن طريقٍ آخر عن سهل به.
ووالد يزيد أبو منصور لم أعثر على ترجمةٍ له. وباقي الإِسناد حسنٌ.
وله طريق آخر:
أخرجه البيهقي (٦/ ١٠٩ - ١١٠) والذهبيّ في "سير النُّبلاء"(٢/ ٦٣٠ - ٦٣١) من طريق سهل بن زياد أبي زياد عن أيّوب السختياني عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ، فأصابهم عَوَزٌ من الطعام، فقال:"يا أبا هريرة! عندك شيءٌ؟ " ... وذكر الحديث نحوه.
قال الذهبي:"هذا حديث غريبٌ، تفرّد به سهل، وهو صالحٌ إن شاء الله. وهو في أمالي ابن شمعون".
قلت: وسهل هذا قال الذهبي عنه في "الميزان"(٢/ ٢٣٧): "ما ضعّفوه". وقال الحافظ في "اللسان"(٣/ ١١٨): "وفي (ثقات ابن حبّان): سهل بن زياد من أهل البصرة، يروي عن داود بن أبي هند، وعنه بشر بن
(١) في الأصل: (شيء)، والتصويب من (ظ) و (ر). (٢) ليس في (ظ) الترضي. (٣) ليس في (ظ) الترضي. (٤) ليس في (ظ) الترضي.