عن عبد الله بن سَلَام، قال: قَدِمَت عِيرٌ من طعام، فيها جَمَلٌ لعثمان بن عفّان -رضي الله عنه (١) -، عليه دقيقٌ حُوَّارَى (٢) وسمنٌ وعسلٌ. فأتاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فدعا فيها بالبركةِ، ثمّ دعا بِبُرْمَةٍ فنُصِبَتْ على النَّارِ، وجعل فيها من العسل والدقيق والسّمْنِ، ثمّ عُصِدَ حتى نَضِجَ أوكاد ينضَجُ، ثمّ أُنزِلَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا، هذا شيءٌ تُسمِّيه فارسٌ: الخبيصَ".
فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(٢/ ٢٤) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق ٢١٠/ أ) و"الكبير" (كما في "المجمع") -ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(١/ ٣٦٨ - ٣٦٩) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(١١٠٩) - والبيهقي في "الشعب"(٥/ ٩٨ - ٩٩) من طريق محمد بن أبي السَّريِّ به. والسند عندهم:(عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جدّه). وقال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سلام إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به الوليد بن مسلم.
وإسناده ضعيف: ابن أبي السَّريِّ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث. وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. وقال ابن وضّاح: كان كثير الحفظ، كثير الغلط. وحمزة بن يوسف لم يوثّقه غير ابن حبان، ولم يذكروا عنه راويًا غير ابنه محمد ففيه جهالةٌ.
وقال ابن الجوزي:"هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تفرّد به الوليد، وكان يُسقط الضعفاء من الإسناد ويدلّس". أهـ. قلت: الوليد
(١) ليس في (ظ) و (ر). (٢) هو الدقيق الأبيض، وهو لُباب الدقيق "قاموس".