يَمْلَصُ) (١) وامَّلَصَ إذا زلق، وقد جاء في رواية بعضهم:"في مِلَاصِ المَرْأَةِ" كأنه اسم لفعل الولد (٢)، فحذفه وأقام المضاف إليه مقامه، أو اسم لتلك الولادة كالخداج.
وقوله:"وَأَمْلَقُوا"(٣) يقال: أملق القوم إذا فنيت أزوادهم، وأصله كثرة الإنفاق حتى ينفد.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا"(٤)(حتى) هاهنا على بابها من الغاية، وإلى هذا ذهب ابن سراج وأبوه، أي: لا يمل لثوابهم مللًا مقابلة لمللهم. وقيل: خرج الكلام مخرج قولهم: حتى يشيب الغراب، على نفي القصة لا على وجودها. أي: إن الله لا يمل ولا يليق به الملل إن مللتم أنتم، وهو من المقابلة بين الكلامين. أي: لا يترك ثوابكم حتى تملوا وتتركوا بمللكم عبادته. فسمي تركه لثوابهم مللاً، والملل إنما هو من صفات المخلوقين، وهو ترك الشيء استثقالًا وكراهية له بعد حرص عليه ومحبة فيه.
(١) ساقط من (س). (٢) ساقط من (س). (٣) البخاري (٢٤٨٤) من حديث سلمة بن الأكوع. (٤) "الموطأ" ١/ ١١٨ عن إسماعيل بن أبي حكيم بلاغا، والبخاري (٤٣)، ومسلم (٧٨٢) من حديث عائشة. (٥) في (س): (الملل)، وهو خطأ. (٦) مسلم (٢٥٥٨) من حديث أبي هريرة.