أَخْبَرنا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخبَرنا أَبو عَمْرو بنُ حَمْدَانَ، أنَّ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ أَخْبَرهُم، حَدَّثنا أَبو بَكْرِ بنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الله بنُ إدْرِيسَ، عَن أَبي مَعْشَرٍ قالَ: جَاءَ الحَارِثُ بنُ عَوْفِ، وعُيَيْنَةُ بن حِصْنٍ فَقَالَا لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَامِ الخَنْدَقِ: نَكُفُّ عَنْكَ غَطَفَانَ عَلَىَ أَنْ تُعْطِينَا ثِمَارَ المَدِينَةَ، قالَ: فَرَاوَضُوهُ حَتَّى اسْتَقَامَ الأَمْرُ عَلَى نَصْفِ ثِمَارِ المَدِينَةِ، فَقَالُوا: اكْتُبْ بَيْنَنَا وبَيْنَكَ كِتَابًا، فَدَعا بِصَحِيفَةٍ، قالَ: والسَّعْدَانِ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، وسَعْدُ بنُ عُبَادَةَ جَالِسَانِ فأَقْبَلَا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالا: أَشَيءٍ أَتَاكَ عَن الله لَيْسَ لَنَا أَنْ نَعْرِضَ فِيهِ؟ قالَ: لَا، ولَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَصْرِفَ وُجُوهَ هَؤُلَاءِ عَنِّي، ويَفَرِّغُ وَجْهِي لِهَؤُلَاءِ، قالَ: قالَا لَهُ: ما نَالَتْ مِنَّا العَرَبُ في جَاهِلِيَّتِنَا شَيءٌ إلَّا بِشَرَى أَو قِرَى (١).
[غَزْوَةُ بَنِي المُصْطَلِقِ](٢)
أخبَرنا أَبِي رَحِمَهُ الله، أَخْبَرنا الأَصَمُّ، حدَّثنا أبو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ، حَدَّثنا
(١) رواه ابن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٣٧٨ عن عبد الله بن إدريس به. (٢) ما بين القوسين كتبه الناسخ في الحاشية، ثم قال: (وهي المريسيع ... بالجحفة) قلت: المريسيع -بضم الميم وفتح الراء وياء ساكنة ثم سين مهملة مكسورة- وهو اسم ماء في ناحية قُديد بين مكة والمدينة، يبعد عن مكة قرابة (١٢٠) كيلا، ينظر: معجم الأمكنة الواردة ذكرها في صحيح البخاري ص٤٠٢، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة ص٢٢٢.