ومما جاء فى الشعر من مجىء الاستفهام بمعنى الأمر والنهى، قول امرئ القيس (٥):
قولا لدودان عبيد العصا ... ما غرّكم بالأسد الباسل
أى لا تغترّوا وكونوا على حذر، ومثله للأعشى (٦):
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطّت الإبل
أى انته عنّا فلست تضرّنا.
وممّا جاء بمعنى الأمر بالتنبّه قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ}(٧)، {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}(٨)، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ}(٩) كلّ هذا بمعنى تنبّه على هذا، واصرف فكرك إليه، واعجب منه.
/ويكون تنبيها على الشّكر (١٠) كقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى}(١١).
ويكون توبيخا كقوله:{أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً}(١٢)، {أَفَبِالْباطِلِ}
(١) الآية الثالثة من سورة يونس، ومواضع أخرى من الكتاب العزيز، تراها فى المعجم المفهرس ص ٢٧٢. (٢) سورة الحديد ١٦. (٣) سورة آل عمران ٢٠. (٤) سورة النساء ٧٥. (٥) ديوانه ص ١١٩،٢٥٦، والبيان والتبيين ٣/ ٨٠، وثمار القلوب ص ٦٢٨، فى شرح «عبيد العصا». والبيت من غير نسبة فى اللسان (عصا). (٦) ديوانه ص ٦١، واللسان (أطط-أثل). (٧) سورة البقرة ٢٥٨. (٨) سورة الفرقان ٤٥. (٩) سورة البقرة ٢٤٣. (١٠) فى هـ: للشكر. (١١) الآية السادسة من سورة الضحى. (١٢) سورة النمل ٨٤.