٤٣٨٨ - عن ابن عباس قال: أول قسامة كانت في الجاهلية، كان رجل من بني هاشم، استأجر رجلًا من قريش، من فخذ أحدهم، قال: فانطلق معه في إبله فمر به رجل من بني هاشم، قد انقطعت عروة جوالقه (٢) فقال: أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي، لا تنفر الإِبل، فأعطاه عقالًا يشد به عروة جوالقه، فلما نزلوا وعقلت الإِبل إلا بعيرًا واحدًا، فقال الذي استأجره: ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل، قال: ليس له عقال، قال: فأين عقاله، قال: مر لي رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه فاستغاثني، فقال: أغثني بعقال أشُدُّ به عروة جوالقي، لا تنفر الإِبل، فأعطيته عقالًا، فحذفه بعصا كان فيها أجله. فمر به رجل من أهل اليمن، فقال: أتشهد الموسم، قال: ما أشهد وربما شهدت، قال: هل أنت مبلغ عني رسالة مَرَّة من الدهر، قال: نعم؛ قال: إذا شهدت الموسم فناد: يا آل قريش، فإِذا أجابوك، فناد: يا آل هاشم. فإِذا أجابوك، فسل عن أبي طالب، فأخبره:
أن فلانًا قتلني في عقال، ومات المستأجر.
فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال: ما فعل صاحبنا، قال: مرض فأحسنت القيام عليه، ثم مات، فنزلت فدفنته.
فقال: كان ذا أهل ذاك منك، فكث حينًا، ثم إن الرجل اليماني الذي كان أوصى إليه أن يبلغ عنه، وافى الموسم، قال: يا آل قريش؟، قالوا: هذه قريش، قال: يا آل بني هاشم؟ قالوا: هذه بنو هاشم، قال: أين أبو طالب. قال: هذا أبو طالب، قال: أمرني فلان أن أبلغك رسالة، أن فلانًا قتله في عقال.
(١) عنوان الكتاب ليس في الهندية، وانما هو في الهامش، في نسخة. (٢) هي الأوعية الكبيرة.