وقالَ الزَّجَّاج: الجواب: ذهبَتْ نفسُكَ (٤) عليهم حسرةً، فحذفَ لدلالة: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ عليه (٥)؛ أي: فلا تُهلك نفسَك للحسرات.
و ﴿عَلَيْهِمْ﴾ صلةُ ﴿تَذْهَبْ﴾، كقولِكَ: هلكَ عليه حبًّا، أو بيانٌ للمتحسَّرِ عليه، ولا يجوز أنْ يتعلَّق بـ ﴿حَسَرَاتٍ﴾؛ لأنَّ صلة المصدر لا تتقدَّم عليه، ويجوز أن يكون حالًا (٦) على أنَّها كلَّها صارَتْ حسراتٍ لفرط التَّحسُّرِ.
(١) في (م): "فرأى". (٢) في (م) و (ي): "فأحسنه". (٣) في (ف): "بين". (٤) في (ف) و (ك): "الجواب فلا تذهب نفسك"، والمثبت من باقي النسخ والمصدر. (٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٢٦٤). (٦) أي: (أن يكون ﴿حَسَرَاتٍ﴾ حالا من ﴿نَفْسُكَ﴾)، وهذه عبارة الآلوسي في "روح المعاني" (٢٢/ ١٧٠)، وعبارة المؤلف منقولة بالحرف من "الكشاف" (٣/ ٦٠٠). ووقع في (ك): "ولا يجوز"، والمثبت من باقي النسخ، وهو الموافق لما في المصدرين المذكورين وغيرهما.