﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢) فَمَا آمَنَ لِمُوسَى﴾ في أوَّلِ أمرِه ﴿إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ﴾: إلا طائفةٌ من ذرارِي قومه؛ أي: أولادٌ من بني إسرائيل دعا أباءهم فلم يجيبوهُ خوفًا من فرعونَ وقومه، وأجابَهُ (١) طائفة من أبنائهم وبناتهم.
وقيلَ: الضميرُ في ﴿قَوْمِهِ﴾ لفرعونَ، والذريةُ: طائفةٌ من شبان قومِهِ، أو من آل فرعونَ، وآسيةُ امرأتُهُ، وخازنُهُ، وامرأةُ الخازِنِ، وما شطَتُهُ.
ولا يناسبُه قولُه: ﴿عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ﴾: فإن حقَّ الكلام حينئذٍ إظهارُ اسم فرعونَ ثمَّةَ، وإضمارُه هاهنا.
﴿وَمَلَئِهِمْ﴾: الضميرُ يرجع إلى فرعونَ؛ بمعنى: آلِ فرعونَ؛ كما يقالُ: مُضَرُ ورَبِيعَةُ، أو لأنَّه ذو أصحابٍ يأتمِرون لهُ، فعلى هذا يكونُ من باب قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [الطلاق: ١].
ولا يجوزُ أن يكون جمعُهُ على ما هو المعتادُ في ضمير العظماءِ؛ لأنَّه يكونُ عند قصدِ التعظيمِ، ولا يساعدُهُ المقامُ (٢).
أو إلى الذريةِ، أو ﴿قَوْمِهِ﴾ أي: على خوفٍ من فرعونَ، ومن أشرافِ بني إسرائيل؛ لأنهم كانوا يمنَعون أعقابهم خوفًا من فرعون عليهِم وعلى أنفسهم، بدليلِ
(١) في (ك): "وأجابته". (٢) في هامش (ف): "فإن فرعون لا يستحق التعظيم من جانبه تعالى. منه".