الحديث أيضًا "استغنوا عن الناس ولو عن قضمة السواك"(١) القضمة بالكسر: ما انكسر منه وانشق إذا استيك به. ويروى بالفاء، قاله في النهاية (٢).
١٢١٥ - وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - عَن النَّبِي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ لا يُؤمن عبد حَتَّى يَأْمَن جَاره بوائقه وَمن كَانَ يُؤمن بِالله وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه وَمن كَانَ يُؤمن بِالله وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت إِن الله يحب الْغَنِيّ الْحَلِيم الْمُتَعَفِّف وَيبغض البذي الْفَاجِر السَّائِل الْملح رَوَاهُ الْبَزَّار (٣).
قوله: وروي عن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة، قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - "لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه" الحديث. الإيمان في اللغة (٤): هو التصديق، والبوائق: الشر وغائلته، قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" سيأتي الكلام على ذلك في الضيافة.
قوله: - صلَّى الله عليه وسلَّم - "فليقل خيرًا أو ليسكت" سيأتي الكلام على ذلك أيضًا في الصمت.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب الغني الحليم المتعفف، ويبغض البذيء الفاجر السائل الملح" البذيء بالذال المعجمة والمد هو المتكلم بالفحش ورديء الكلام.
(١) ذكره في النهاية (٤/ ٧٤). (٢) النهاية (٤/ ٧٤). (٣) البزار (٢٠٣١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٧٥)، وفيه محمد بن كثير، وهو ضعيف جدًّا. (٤) سبق وأشرنا إلى تعريف الإيمان وحقيقته عند أهل السنة.