قوله: - صلَّى الله عليه وسلَّم - "ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله" أي أهلكته فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من العيش، الجائحة بتقديم الجيم على الحاء أي حادثة إجتاحت أي أهلكت قال: الحافظ (١) الجائحة الآفة تصيب الإنسان في ماله ا. هـ، وقال: في النهاية (٢) الإجتياح من الجائحة وهي الآفَةُ التي تُهْلِك الثمار والأموال وتستأصلها، وكلُّ مُصِيبة عظيمة وفِتنةٍ مُبِيرَة: جائحة، والجمع الجوائح وجاحهم يجوحهم جرحًا [: إذا غشيهم بالجوائح وأهلكهم ومنه الحديث "أعاذكم الله من جوح الدهر"].
وقال في الديباجة: والجائحة في غالب العرف هي ما ظهر أمره من الآفات كالسيل يغرق متاعه والنار تحرقه والزرع تفسد زرعه ومتاعه وثماره ونحو ذلك وهذه أشياء لا تخفى آثارها عند كونها ووقوعها فإذا أصاب الرجل شيء منها فذهب ماله وافتقر حلت له المسألة ووجب على الناس أن يعطوه الصدقة من غير بينة يطالبونه بها على ثبوت فقره واستحقاقه إياها (٣).
وقال القرطبي في شرح مسلم الجائحة ما اجتاتحت المال وأتلفته إتلافًا ظاهرًا كالسيل والمطر والحرق والسرق وغلبة العدو وغير ذلك مما يكون إتلافه للمال ظاهرًا مما لا تخفى آثاره (٤).
(١) ينظر: فتح الباري لابن حجر (٣/ ٣٦٤) وصححه الألباني كما في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (٣/ ٣٧٧) (٢) النهاية (١/ ٣١١ - ٣١٢). (٣) معالم السنن (٢/ ٦٧). (٤) المفهم (٩/ ٥٥).