كتاب المطالب العالية محققا

٤٠ - كتاب المناقب - ٣٨ - باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم - ج: 16 - ص: 268

٣٩٩٢ - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مسدّد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأَمَر بالشورى دخَلَت عليه حفصة رضي الله عنها فقالت (١): يا أبة إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا برضا (٢).

فقال رضي الله عنه: أسنِدوني. فأسندوه. قال رضي الله عنه: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي (٣) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ" مَا عَسَى أَنْ يقولوا في عثمان رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يوم (٤) يموت عثمان رضي الله عنه تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "لعثمان رضي الله عنه خَاصَّةً"، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بن عبيد الله رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ فَقَالَ: "مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ" فَبَدَرَ طَلْحَةُ بن عبيد الله رضي الله عنه فسواه له -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ [لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (٥) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا طَلْحَةُ هَذَا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ القيامة حتى أنجيك منها".

---

(١) في (عم) و (سد): "فقالت له".
(٢) يقال: رجل رضا، يعني: مَرْضيّ "لسان العرب ر ض ي).
(٣) في (عم) و (سد): "تدخل معي الجنة يوم القيامة ... ".
(٤) سقطت: "يوم" من (سد).
(٥) ما بين القوسين بحاشية الأصل وعليه: (صح).