(والسمعة والرياء) قال المصنف: "هو بضم السين، وهو: أن يفعل الفعل من الطاعة؛ ليسمعه الناس ويروه، لا يريد به الإخلاص، وكذلك الرياء"(١).
قلت: المعنى الذي ذكره يصلح بطريق اللّف والنشر أن يكون معنًى للسمعة والرياء، وهو مطابق لما في أصل الاشتقاق المأخوذ منهما المعنيان، وإن كان كل واحد منهما يطلق على المعنيين جميعًا عند انفراده، لكن عند اجتماعهما يعطى كلّ ذي حق حقه.
ثم "الرياء": بكسر الراء وبعده همزة عند جمهور القراء، وذهب بعضهم إلى إبداله ياء في الوقف، إو مطلقًا، ويجري عليه ألسنة العامة.
(وأعوذ بك من الصمَمَ) بفتحتين، قال المصنف:"وهو عدم السمع"، (والبَكَم) بفتح الباء والكاف: الخرس" (٢)، [انتهى](٣)، أي: عدم النطق، وخُصّا لأنهما بابان للاستفادة والإفادة، ولا يبعد أن يراد بهما: عدم سماع الحق ونفي كلام الحق، كما قيل في قوله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ﴾.
(والجنون) أي: المزيل للعقل من إدراك الباطن الفائت به حسن السيرة، (والجذام) أي: المزيل للصورة الظاهرة على وجه النفرة؛ ففي "القاموس": "الجذام كغراب، علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله، فيفسد مزاج الأعضاء وهيأتها، وربما انتهى إلى تآكل الأعضاء
(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ ب). (٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ ب). (٣) من (ج) و (د) فقط.