يقولها) أي: الكلمات من حين أشرف، (حتى يدخل بلده. خ، م، س) أي رواه: البخاري، ومسلم، والنسائي، عن أنس (١).
(وإذا دخل على أهله قال) أي: تنبيهًا لنفسه، وترغيبًا لأهله، (توبًا توبًا). قال النووي:"هو سؤال للتوبة، وهو منصوب إما على تقدير: تب علينا توبًا، وإما على تقدير: نسألك توبًا"، (لربنا أوبًا) أي: رجوعًا وإيابًا كما كان لربنا ذهابًا.
قال المصنّف:"التوب هو التوبة، وقال الأخفش: "هو جمع توبة، مثل: عومة وعوم، وهو: الرجوع من الذنب"، والمراد هنا: الرجوع من السفر تائبا، وكذا قوله: "أوبًا أوبًا" أي: راجعًا من سفري مكررًا، وهو صفة مصدر محذوف، أي: أتوب توبًا وأءوب أوبًا، وهو بمعنى الدعاء كأنه يقول: اللهم أتوب [آئبًا](٢) "، انتهى.
وهو غريب منه؛ فإنه مع جلالته في العلوم النقلية غفل هنا عن القواعد العربية، حتى تعقبه الحنفي بالكلام الوفي، وقال:"وفيه بحث؛ لأن كلا مِنْ "توبًا" و "أوبًا" مفعول مطلق لفعل محذوف، لا صفة لمصدر محذوف، كما يدل عليه قوله: "أي أتوب توبًا، وأءوب أوبًا"، فالحق أن يقول: وهو مفعول مطلق لفعل محذوف كما لا يخفى على المنصف، وأيضًا قوله: "كأنه يقول: اللهم أتوب آئبا" ليس على ما ينبغي، والأَوْلَى
(١) أخرجه البخاري (١٧٩٧)، ومسلم (١٣٤٤)، وأبو داود (٢٧٧٠)، والنسائي في الكبرى (٨٧٧٣). (٢) في "مفتاح الحصن الحصين": "إليك".