للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

بين شيخ وشيخة، نهل منهم مختلف أنواع العلوم؛ من تفسير وحديث وأصول وفقه وأدب وشعر وغير ذلك.

وهذه الرحلة، التي عرفتني بشيوخ هذا الإمام، زادت شوقي ورغبتي في التعرف إلى الكتب والمؤلفات التي قرأها عليهم .. فكانت الرحلة الثالثة هذه، والتي صحبته فيها شهوراً، بل سنوات عدة، زادت من حبي وإعجابي بهذا الإمام، الذي حق له أن يكون عالماً موسوعياً. كيف لا! وقد قرأ على أشياخه أو روى عنهم قرابة الثلاثة آلاف من الكتب التي ذكرها في هذا الكتاب.

وما كان ينقضي عجبي من الوقت الذي قضاه السيوطي في قراءة هذه الكتب وروايتها، ثم ما كان ينقضي عجبي من الوقت الذي قضاه السيوطي في تأليف غيرها من الكتب، التي بلغت العشرات، بل المئات، ما بين رسالة صغيرة في وريقات، أو كتاب كبير في مجلدات عدة.

وكنت أود أن أصحبه في رحلة رابعة، مع مؤلفاته وكتبه التي ألفها، ولكن سبقني إلى صحبته في هذه الرحلة أساتذة أجلاء وعلماء فضلاء؛ منهم: أستاذنا الدكتور يحيى محمود بن جنيد، وأحمد الشرقاوي إقبال، وسمير الدروبي، والخازندار والشيباني، فكتبوا عن مؤلفاته، ذاكرين أماكن وجود نسخها الخطية، والمطبوع منها وغير المطبوع، وما تصح نسبته إليه مما هو منتحل عليه.

وكان لزاماً علي أن أقرأ ما دونه هؤلاء الجلة من العلماء في رحلاتهم مع مؤلفات الإمام السيوطي، حتى تكتمل الصورة، فأكون قد عرفت منهجه في التفكير، وعرفت شيوخه في هذا المنهج، وعرفت الكتب والمؤلفات التي قرأها على شيوخه لصقل هذا المنهج، ثم عرفت الكتب والمؤلفات التي كتبها تطبيقاً لهذا المنهج الذي رسمه لنفسه، وارتاه ديناً يدين الله به.

<<  <  ج: ص:  >  >>