وقلة تلونه (١)، ودوام طريقته وسنته، وإنصافه في معاملته، وتقواه، وأمانته، وشفقته ورفقه، وحسن خلقه وخلقه، وجده، ووقاره، وضياء أنواره، وحيائه، ولينه وثقته ويقينه وعفوه ورحمته وصفحه ورأفته، وقناعته، وتقلله، وصدق توكله، وما حباه من الحوض المورود، والمقام المحمود، واللواء، والكوثر، والشفاعة في المحشر، والقرآن والتلاوة، والتاج، والهراوة (٢)، والسيف، والقضيب، والناقة والنجيب (٣)، والاسم الحسن، والبراعة (٤)، واللسن، والذكر الرفيع، والحمى المنيع، والفرع الباسق، والكتاب الناطق، والقضية، والأحكام، والحنيفية والإسلام والآيات المفصلات، والكلمات المنزلات ومكة المحرمة، والمشاهد المعظمة، والحرم والإحرام، وزمزم، والمقام، والمشعر الحرام والطعان والجلاد والجمعة، والجماعة، والسمع والطاعة، والصلاة المكتوبة، والزكاة المفروضة، والتهليل، والأذان، وشهر رمضان، والأمر بالمعروف والقربات، والنهي عن الفواحش والمنكرات، والغلظة على الكافرين، وخفض الجناح للمؤمنين، والتفضل على المسيئين، والمعرفة بالأقدار، والرهبة من الجبار، والسبق في الذكر، والتقدم في الأصفياء، والتأخر في البعث، والختمة للأنبياء، ما دل بمجموعه على إثبات نبوته، وصدق مقالته، وتفضيله على جميع الخلائق والأنام، وتمييزه على سائر ولد آدم ﵇، مفصل في كتابي هذا ما أذكر جملته من ذكر معجزاته، ودلائل نبوته
(١) لا شك أن المؤلف ﵀ يشير إلى معنى إيجابي في صفاته ﷺ، مراعاة منه لمقام النبوة، فالظاهر والله أعلم، أنه يشير إلى صفة البشر والبشاشة التي كانت بادية على وجهه الشريف ﷺ، وقلما تتغير هذه الصفة إلى نقيضها، كأن يتربد وجهه ﷺ غضبا أو نحوه. (٢) الهراوة: بالكسر، العصا الضخمة، والجمع الهراوى بفتح الهاء والواو. المحكم والمحيط الأعظم: (٤/ ٤١٥)، مختار الصحاح: (ص ٢٨٩) هرو. (٣) النجيب: مفرد النجائب، يطلق في اللغة على الكريم الشديد، وعلى الفاضل من كل حيوان، وعلى خيار الإبل، وعلى الكريم من الخيل، وهو اسم لجمل النبي ﷺ، وبه نعت بصاحب النجيب الأحمر العين: (٦/ ١٥٢)، المحيط في اللغة: (٧/ ١٣١)، عيون الأثر: (٢/ ٣٨٩). (٤) البراعة: بفتح الموحدة، مصدر برع الرجل، فاق أقرانه وغلبهم علما وفهما وغيرهما. الحيوان للجاحظ: (١/ ٣٦٦)، جمهرة اللغة: (١/ ٣١٦) برع.