للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولقي باليمن إمام اللغة غير مدافع مجد الدين ابن الشيرازي (١)، فتناول منه بعض تصنيفه المشهور المسمى «القاموس» في اللغة. ولقي جمعا من فضلاء تلك البلاد.

ثم رجع إلى القاهرة، ثم رحل إلى الشام فسمع بقطية (٢) وغزة والرملة والقدس ودمشق والصالحية وغيرها من القرى والبلاد.

وكانت إقامته بدمشق مائة يوم، ومسموعه في تلك المدة نحو ألف جزء حديثية، منها من الكتب الكبار «المعجم الأوسط» للطبراني، و «معرفة الصحابة» لأبي عبد الله بن منده، وأكثر «مسند أبي يعلى» وغير ذلك، ثم رجع وأكمل كتابه «تعليق التعليق» في حياة كبار مشايخه، فكتبوا عليه.

ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني (٣) إلى أن أذن له، وأذن له بعد إذنه: شيخه الحافظ زين الدين العراقي.

ثم أخذ في التصنيف، وأملى «الأربعين المتباينة» بالشيخونية من سنة ثمان وثمانمائة، ثم أملى من «عشاريات الصحابة» نحو مائة مجلس في عدة سنين.

ثم ولي درس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة فأملى فيها، ثم قطعه لما تركها في سنة أربع عشرة وثمانمائة، وتشاغل بالتصنيف.

ثم ولي مشيخة البيبرسية، ثم تدريس الشافعية بالمدرسة المؤيدية الجديدة.


(١) هو الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروز آبادي اللغوي صاحب «القاموس المحيط» (ت ٨١٧ هـ). ترجم له الحافظ ابن حجر في «المجمع المؤسس» (٢/ ٥٤٧ - ٥٥٣)، وفي «إنباء الغمر» (٣/ ٤٧ - ٥٠).
(٢) قطية: قرية في طريق مصر في وسط الرمل. «معجم البلدان» (٤/ ٤٢٩).
(٣) شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير البلقيني (٨٠٥ هـ). ترجم له الحافظ ابن حجر في «المجمع المؤسس» (٢/ ٢٩٤ - ٣١١)، وفي «ذيل الدرر الكامنة» (ص ١٣٢ - ١٣٤)، وفي «إنباء الغمر» (٢/ ٢٤٥ - ٢٤٧).

<<  <   >  >>