وقد أخرج أبو يعلى في «مسنده الكبير» رواية ابن المقرئ من طريق بشر بن السري، عن ابن لهيعة وفق رواية رشدين في أن الذي يريد السفر هو الذي يقول ذلك، وقد ورد عمن أدرك النبي ﷺ أنه وقع له شيء من ذلك.
قرأت على شيخ الحفاظ أبي الفضل بن الحسين رحمه الله تعالى بالسند الماضي مرارا إلى الطبراني في «الدعاء»(١) قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب قال: حدثنا عبيد بن إسحاق العطار قال: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه هو مولى عمر قال: بينما عمر ﵁ يعطي الناس إذا هو برجل معه ابنه فقال عمر: ما رأيت غرابا أشبه بغراب أشبه بهذا منك. قال: أما والله يا أمير المؤمنين ما ولدته أمه إلا ميتة، فاستوى له عمر فقال: ويحك حدثني فقال: خرجت في غزاة وأمه حامل به، فقالت: تخرج وتدعني على هذه الحال حامل مثقل، فقلت: أستودع الله ما في بطنك، فغبت ثم قدمت فإذا بابي مغلق، فقلت: فلانة؟ فقالوا: ماتت، فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده، فلما كان الليل قعدت مع بني عمي أتحدث وليس يسترنا من البقيع شيء، فارتفعت إلي نار فقلت لبني عمي: ما هذه النار؟ فتفرقوا عني، فقلت لأقربهم فسألته فقال: هذه نار ترى كل ليلة على قبر فلانة. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله إن كانت لصوامة قوامة عفيفة مسلمة، انطلق بنا، وأخذت الفأس فإذا القبر منفرج وهي جالسة وهذا يدب حولها، فنادى منادي: ألا أيها المستودع ربه خذ وديعتك، أما والله لو استودعت أمه لوجدتها، فعاد القبر كما كان.