وأما حديث معاذ بن أنس فهو الذي انتهى به المجلس الماضي ووقعت فيه زيادة على غيره من الأحاديث وهي المغفرة، وكذا في حديث أنس مع زيادة أخرى.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في «الأوسط» كما قرأت على فاطمة الصالحية بها، عن أبي نصر بن العماد بالسند الماضي مرارا إليه: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي هارون العبدي، عن ابن عمر ﵄ قال: جاء رجل إلى النبي فقال: السلام عليكم. فقال:«عشر» الحديث (١).
ورجاله رجال الصحيح إلا أبا هارون فقد ضعفوه، واسمه عمارة بن جوين بجيم ونون مصغر، وقد رواه مرة أخرة فقال:«عن أبي سعيد» بدل «ابن عمر» وهي الجادة.
قوله: وروينا في كتاب ابن السني بإسناد ضعيف عن أنس ﵁ قال: كان رجل يمر بالنبي ﷺ يرعى دواب أصحابه فيقول: السلام عليك يا رسول الله. فيقول له النبي: ﴿وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه﴾. فقيل: يا رسول الله تسلم الله على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك؟ قال:«وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا»(٢).
قلت: أخرجه من رواية بقية بن الوليد عن يوسف بن أبي كثير، عن نوح بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس (٣).
وابن أبي كثير وشيخه نسب كل منهما أنه كان يضع الحديث، وبقية وإن كان عيب عليه التدليس وصرح بالتحديث في هذا السند فإنه كان يعاب عليه كثرة الرواية عن الضعفاء والمجهولين، وقد ورد ما يعارض هذا الحديث.