أخبرنا عبد الجبار قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسين (١) قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف وأبو الحسين بن بشران. قال الأول: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، والثاني: حدثنا أبو جعفر الرزاز قالا: حدثنا سعدان بن نصر (٢) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: كان رسول الله ﷺ يسير إلى الشام فسمع حاديا فقال: أسرعوا بنا إلى هذا الحادي. فأدركوه .. فذكر الحديث، وفيه: إنا أول من حدا الإبل في الجاهلية، أغار رجل على إبل فاستاقها وقال لغلامه: اجمعها. فتفرقت منه … فذكره، وفي آخره: فضحك رسول الله ﷺ.
قلت: تبين من هذا أن قول العسكري: «أول من حدا مضر» أراد به القبيلة، ويجمع بينه وبين ما نقل الديلمي إن ثبت بأن هذه أولية الإنس، والعلم عند الله.
وقرأنا على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن أبي نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا عبد الحميد سبط الحافظ أبي العلاء الهمذاني في كتابه قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو علي المقرئ قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرني الطبراني في «الأوسط» قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا أحمد بن مصرف قال: حدثنا أحمد بن القاسم النخعي قال: حدثنا سليم مولى الشعبي، عن الشعبي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ قاعدا بعد المغرب ومعه أصحابه ﵃ إذ مرت بهم رفقة يسيرون، سائقهم يقرأ وقائدهم يحدو، فقام رسول الله ﷺ مسرعا حتى أدركهم فقال:«أين تريدون؟» قالوا: نريد اليمن. قال:«فما يسيركم هذه الساعة؟» …