قوله:«وروينا في «سنن أبي داود» في الحديث الصحيح الذي قدمناه في باب ما يقول
إذا ركب دابته عن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ وجيوشه … إلى آخره» (١).
قلت: وقع في هذا الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلما وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير، عن علي الأزدي، عن ابن عمر قال: كان رسول الله ﷺ إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا … الحديث، إلى قوله:«لربنا حامدون» فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا، ووقع عند أبي داود بعد «حامدون»: وكان النبي ﷺ وجيوشه … إلى آخره. وظاهره أن هذه الزيادة بسند الذي قبلها فاعتمد الشيخ على ذلك، وصرح هنا بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر؛ فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسين بن علي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر فوجدنا الحديث في «مصنف عبد الرزاق» الذي:
أخبرنا به أبو حيان بن حيان ابن العلامة أثير الدين أبي حيان إذنا مشافهة، عن جده، عن أبي سهل بن خلف قال: أخبرنا أبو محمد بن حوط الله قال: أخبرنا أبو محمد بن عبيد الله قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن فرج قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن مفرج قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال عبد الرزاق بجميع المصنف وهو في ستة أسفار كبار قال: باب القول في السفر، أخبرنا ابن جريج … فذكر الحديث إلى قوله:«لربنا حامدون»(٢).