أني دعوتك فأجبتني. وعن مسلمة قال: لما مات عبد الملك بن عمر كشف أبوه عن وجهه وقال: رحمك الله يا بني! فقد سررت بك يوم بشرت بك، ولقد عمرت مسرورًا بك، وما أنت علي ساعة أنا فيها أسر من ساعتي هذه، أما والله إن كنت لتدعو أباك إلى الجنة. قال أبو الحسن المدائني: دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال: يا بني! كيف تجدك؟ قال: أجدني في الحق، قال: يا بني! لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك، فقال: يا أبت! لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب.
وعن جويرية بن أسماء، عن عمه، أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تستر فاستشهدوا، فخرجت أمهم يومًا إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجلٌ حضر تستر، فعرفته، فسألته عن أمور بنيها، فقال: استشهدوا، فقالت: مقبلين أو مدبرين؟ قال: مقبلين، قالت: الحمد لله نالوا الفوز وحاطوا الذمار، بنفسي هم وأبي وأمي. قلت: الذمار بكسر الذال المعجمة، وهم أهل الرجل وغيرهم مما يحق عليه أن يحميه، وقولها حاطوا: أي حفظوا ورعوا.
ومات ابن الإمام الشافعي ﵁ فأنشد:
وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له … رزية مالٍ أو فراق حبيب
قال أبو الحسن المدائني: مات الحسن والد عبيد الله بن الحسن، وعبيد الله يومئذ قاضي البصرة وأميرها، فكثر من يعزيه، فذكروا