اللصوص، وأقام بها (١) على عزم المسير إلى ديار مصر (٢).
وكاتب عمه الصالح إسماعيل؛ صاحب بعلبك أن يصل إليه بنفسه، ليمضي معه إلى مصر، فتعلل واعتذر، وسير ولده المنصور نور الدين محمود نائبا عنه، ووعده الوصول إلى خدمته بعد ذلك، وشرع يعمل في الباطن لانتزاع دمشق منه (٣).
وكان الناصر داود - حين لم يقع الاتفاق بينه وبين ابن عمه الصالح أيوب - قد سار إلى مصر (٤)، فخرج العادل إلى لقائه في ٨ شوال سنة ٦٣٦ هـ/ ١٤ أيار ١٢٣٩ م (٥)، فالتقاه بأحسن ملقى، وأكرمه، وأنزله بدار الوزارة، واتفقا على محاربة الصالح أيوب، ووعده العادل أن يستخلص دمشق وبلادها له (٦).
فما إن علم الصالح أيوب بمسير الناصر داود إلى مصر، حتى رحل إلى نابلس (٧)، فاستولى عليها وعلى سائر بلاد الناصر داود (٨)، وأرسل ولاته إلى أعمال القدس والأغوار والخليل وبيت جبريل والساحل، وصولا إلى العريش (٩).
وأقام بنابلس في دار المعظم عيسى (١٠)، وأقطعها من قدم عليه من أمراء مصر وأعمالها ليتقووا بمغلها (١١). وكان هؤلاء الأمراء يرددون على مسامعه ليل نهار أنه إذا توجه إلى القاهرة لا يرده عنها راد، وأن جميع