[قدوم المعظم تورانشاه بن الصالح أيوب إلى مصر وهزيمة الصليبيين]
- ١ -
مع نهاية انحسار فيضان النيل، وذلك في ٢٣ رجب سنة ٦٤٧ هـ/ ٣١ تشرين الأول ١٢٤٩ م، أخذ الصليبيون في الاستعداد للخروج من دمياط للزحف نحو القاهرة. ولما أتموا استعداداتهم خرجوا منها في ١٢ شعبان/ ٢٠ تشرين الثاني - قبيل وفاة الصالح أيوب بيومين - متجهين جنوبا نحو المنصورة (١).
وفي طريقهم إليها اعترضتهم فروع النيل، وأكبرها فرع يعرف بالبحر الصغير، يتفرع من مجرى النيل الرئيسي جنوبي المنصورة، ويسير مجتازا أشموم طناح إلى بحيرة المنزلة، عازلا بذلك ما يعرف بجزيرة دمياط. خلف هذا البحر الصغير حشد الأمير فخر الدين معظم قواته، وأرسل خيالته لإيقاع الاضطراب في صفوفهم عند اجتيازهم فروع النيل. بيد أن هذه المناوشات لم توقف زحفهم، وتابع الملك لويس التاسع تقدمه ببطء وحذر (٢) حتى وصل إلى فاسكور، وسفنه في النيل تحاذيه، ثم رحل منها يوم الخميس ٢٤ شعبان/ ٢ كانون الأول.
وعلى مقربة من فاسكور دارت رحى معركة بين المسلمين والصليبيين في ٢٩ شعبان/ ٧ كانون الأول، ارتدت على إثرها الخيالة المصرية (٣).
(١) تاريخ الحروب الصليبية (٣/ ٤٥٥). (٢) تاريخ الحروب الصليبية (٣/ ٤٥٧). (٣) تاريخ الحروب الصليبية (٣/ ٤٥٧).