حملة الصليبيين على مصر ووفاة الملك العادل وانفراد المعظم بمملكة دمشق (١)
-١ -
ومع حلول عام ٦١٤ هـ/ ١٢١٧ م، وهو عام انقضاء الهدنة مع الصليبيين (٢)، بدأت سفنهم تصل إلى عكا فيما عرف بالحملة الصليبية الخامسة، وكان هدفها الرئيس هو غزو مصر (٣).
كان العادل في القاهرة (٤)، ويبدو أنه فوجئ حقا بوصول بعض القوات الصليبية إلى عكا، وهو المطمئن إلى معاودة تجديد الهدنة، كما جرت العادة دائما في كل مرة، فجمع على عجل بعض قواته، وأغذ بها السير نحو الشام، فوصل إلى الرملة، ثم منها إلى لد (٥).
وبلغ الصليبيين وصوله، فخرجوا من عكا، قاصدين لمحاربته (٦). فسار العادل نحوهم، مسابقا الصليبيين للوصول إلى أطراف البلاد مما يلي عكا، ليحميها منهم (٧)، فوصل إلى نابلس (٨)، بيد أن الصليبيين كانوا أسرع
(١) كانت مملكة دمشق تمتد من جنوبي حمص، وحتى عريش مصر. ينظر: «مفرج الكروب» (٤/ ٢٠٩). (٢) الحملة الصليبية الخامسة (١٤٠). (٣) مفرج الكروب (٣/ ٢٥٤). (٤) الكامل (١٢/ ٣٢١). (٥) مفرج الكروب (٣/ ٢٥٤). (٦) الحملة الصليبية الخامسة (١٦٩). (٧) الكامل (١٢/ ٣٢١). (٨) مفرج الكروب (٣/ ٢٥٤).