للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سفارته بين الأخوين المعظم والأشرف وهزيمة الصليبيين في مصر]

- ١ -

عقب رجوعه من الحج راح سبط ابن الجوزي يأوي في أويقات فراغه إلى مسكنه في التربة البدرية، منكبا على مطالعاته وتآليفه (١)، ومستقبلا زواره من العلماء والفقهاء والأمراء، وممن كان يزوره في تلك الأيام المحدث الفقيه تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن، المعروف بابن الصلاح (٢)، صاحب كتاب «علوم الحديث»، الذي ذاع صيته في الآفاق، واقترن باسمه (٣).

كان ابن الصلاح يدرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس، وقد غادره عند خراب سوره، وقدم دمشق مع القادمين إليها (٤). ويبدو أنه انتظر أشهرا، وهو يؤمل أن يوليه المعظم إحدى مدارسها، وكان المعظم يكرهه، فجاء إلى سبط ابن الجوزي يلتمس مساعدته، فاستجاب له. وما زال بالمعظم حتى استصلحه له، على حد تعبيره (٥)، وولاه التدريس.


(١) المذيل على الروضتين (١/ ٣٠٧).
(٢) مرآة الزمان (٢٢/ ٣٩٣).
(٣) وابن الصلاح من علماء ذلك العصر الكبار. ينظر: ما وصفه به الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٤٢ - ١٤٣)، وكتابي «أبو شامة مؤرخ دمشق في عصر الأيوبيين» (٣٥).
(٤) طبقات علماء الحديث (٤/ ٢١٥)، وينظر: (ص ١٠٥ - ١٠٦) من هذا الكتاب.
(٥) مرآة الزمان (٢٢/ ٣٩٣).

<<  <   >  >>