للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالحَضَرُ خلاف البَدْو. وسكون الحَضَر الحِضارة (١). قال:

فمن تكن الحِضَارةُ أعجبَتْهُ … فأيَّ رجالِ باديةٍ ترانَا (٢)

قالها أبو زيدٍ بالكسر، وقال الأصمعى هى الحَضارة بالفتح. فأمّا الحُضْر الذى هو العَدْوُ فمن الباب أيضاً، لأن الفرسَ وغيرَه يُحْضِرَان ما عندهما من ذلك، يقال أحْضَرَ الفرس، وهو فرس مِحْضِيرٌ سريع الحُضْرِ، ومِحْضار. ويقال حاضَرْتُ الرّجلَ، إذا عدوتَ معه. وقول العرب: «اللبنُ مَحضُور» فمعناه كثير الآفة، ويقولون إنَّ الجانَّ تحضُره. ويقولون: «الكُنُف محضورة». وتأوَّلَ ناسٌ قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ اَلشَّياطِينِ. * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ أى أن يُصيبونى بسُوء. والبابُ كله واحد، وذلك أنّهم يَحضُرُونه بسوء. ويقال للحاضر وهى (٣) الحىّ العظيم. قال حسان.

لنا حاضِرٌ فَعْم وباد كأنَّه … قطينُ الإِلهِ عزّةً وتكرُّما (٤)

ويروى ناسٌ:

كأنَّه … شماريخ رَضوى عِزَّةً وتكرُّما

وأنكرت قريشٌ ذلك وقالوا: * أىُّ عزَّةٍ وتكرمٍ لشماريخ رَضْوَى والحضيرة: الجماعة ليست بالكثيرة. قال:

يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونفيضةً … وِرْدَ القطاةِ إذا اسمأَلّ التّبَّعُ (٥)

ويقال المحاضَرة المغالبة، وحاضرتُ الرجل: جاثيتُه عند سلطان أو حاكم


(١) يقال سكن بالمكان يسكن سكى وسكونا: أقام.
(٢) هو القطامى، كما سبق فى حواشى (بدو).
(٣) كذا ورد فى الأصل ولعله «ويقال الحاضر هو».
(٤) ديوان حسان ٣٧٠ واللسان (حضر).
(٥) للحادرة الذبيانى من قصيدة فى ديوانه والمفضليات (٤١: ١) ونسب فى اللسان. (حضر؟؟؟ نفض، سمأل، تبع) إلى سلمى الجهنية.