يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} (١). ثم قال:"لا تبرح عِصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون خُذلان من خَذَلهم ولا من خالَفهم حتى يأتي أمر الله على ذلك". ثم نَزَع بهذه الآية:{يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}(٢).
٨٩٧ - * روى مسلم عن نافع بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:"تغزون جزيرة العرب فيفتحُها الله ثم فارسَ فيفتحها الله ثم تغزون الرومَ فيفتحها اللهُ ثم تغزون الدجالَ فيفتحه الله".
أقول: في الحديث أكثر من معجزة، منها الإشارة إلى فتح قبرص، وقد كان ذلك، وافتتحها المسلمون في زمن عثمان رضي الله عنه.
٨٩٨ - * روى البخاري عن سعيد بن المسيِّب رحمه الله قال: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأولى- يعني مقتلَ عثمانَ- فلم يبقَ ن أصحاب بدرِ أحدٌ، ثم وقعت الفتنةُ الثانية- يعني الحرةَ، فلم يبق من أصحاب الحُديْبِيَّة أحدٌ، ثم وقعت الفتنة الثالثة، فلم ترتفعُ وبالناس طَبَاخٌ.
٨٩٩ - * روى أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: "تَدُورُ رَحَى الإسلام لخمسٍ وثلاثين- أو سِتٍّ وثلاثين، أو سبعٍ وثلاثين- فإن يَهْلِكُوا
(١) الأنعام: ٦٥، ٦٦، ٦٧. (٢) آل عمران: ٥٥. ٨٩٧ - مسلم (٤/ ٢٢٢٥) ٥٢ - كتاب الفتن وأشراط الساعة، ١٢ - باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال. ٨٩٨ - البخاري (٧/ ٢١٣) ٦٤ - كتاب المغازي، ١٢ - باب حدثني خليفةُ حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ... إلخ. (طَبَّاخ) أصل الطَّبَّاخ: القوَّة والسِّمَنُ، ثم استعمل في غيره، فقيل: فلان لا طباخ له، أي لا عقل له ولا خير عند، المراد: أنها لم تبقِ في الناسِ من الصحابة أحداً. ٨٩٩ - أحمد (١/ ٣٩٠). وأبو داود (٤/ ٩٨) - أول كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها. وإسناده صحيح. وابن حبان (٨/ ٢٣١). وصححه في المستدرك (٤/ ٥٢١). وقال هذا حديث الإسناد. ووافقه الذهبي.