ونظيره ما تقدَّمَ (٢) في سورة "الليل" من ذَمِّ المستغني البخيل، ومَدْحِ المعطي المُصَدِّق بالحُسْنَى.
ونظيره ذَمُّ الهُمَزَةِ اللُّمَزَة (٣) ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)﴾ [الهمزة: ٢]، فإنَّ "الهَمْزَ" و"اللَّمْزَ" من الفَخْر والكِبْر، وجمْعَ المال وتعديدَهُ من البُخْل، وذلك مُنَافٍ لِسِرِّ الصلاة والزكاة ومقصودِهما.
ثُمَّ خوَّفَ - سبحانه - الإنسانَ الذي هذا وَصْفُه حين يُبَعْثَرُ ما في القبور؛ أي: يُثَارُ ويُخرَجُ، ويُحصَّلُ ما في الصدور؛ أي: مُيِّزَ، وجُمِعَ، وبُيِّنَ، وأُظهِرَ، ونحو ذلك.
وجمع - سبحانه - بين القبور والصدور، كما جمع بينهما النبيُّ ﷺ في قوله:"مَلأَ اللهُ أَجْوَافَهم وقُبُورَهم نارًا"(٤)، فإنَّ الإنسانَ يواري صدرُهُ
(١) ساقط من (ن)، وفي (ك) و (ح) و (م): ونظيره! (٢) راجع (ص/ ٨٩)، وكلمة "نظيره" أثبتها من (ح) و (م)، وسقطت من باقي النسخ. (٣) ساقط من (ك). (٤) أخرجه - بهذا اللفظ -: مسلم في "صحيحه" رقم (٦٢٨) من حديث عبد الله بن مسعود ﵁. وأخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم (٤٢٥٩) من حديث علي ﵁ بلفظ: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو أجوافهم - شكَّ يحيى بن سعيد =