أَبِنَي لُبَينَى لَسْتُمُ بِيَدٍ ... إلا يَدًا لَيسَتْ لَهَا عَضُدُ
فَأَضَافَ العَضُدَ إِلَى اليَدِ. وَقَال ذُو الرُّمَّةِ (١):
طِوَالُ الأيَادِي والحَوَادِي كَأَنَهَا ... سَمَاهِيجُ قُبٌّ طَارَ عَنْهَا نِسَالُهَا
وإِنَّمَا وَصَفَهَا بِطُوْلِ الأرْبَعِ، وَسَمَّى الأرْجُلَ حَوَادِيَ؛ لأنَهَا تَحْدُو الأيدِي، أَي: تَتبعُهَا.
والصَّعِيدُ الطَّيِّبُ: هُوَ النَّقِيُّ الَّذِي لا نَجَاسَةَ فِيهِ، وقِيلَ: هُوَ الحَلالُ.
- وَقَوْلُهُ: "يَؤُمُّهُمْ غَيرُهُ أَحَبُّ إلَيَّ" كَذَا الرِّوَايَةُ، وَكَانَ الوَجْهُ، وأَنْ يَؤُمُّهم، لِيَكُوْنَ "أَنْ" مَعَ الفِعْلِ بِتأْويلِ المَصْدَرِ، وَتكُوْنَ في مَوْضِعِ رَفْع بالابْتِدَاءِ، وَ"أَحَبُّ" خَبَرُهُ كَمَا قَال تَعَالى (٢): {وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَكُمْ}
= من بني أَسَدَ، أمُّهُم لُبَيْنَى من بَني وَالِبَةَ بنِ الحَارثِ بنِ ثَعْلَبةَ. في الأصل: "يا بنى"، "لستُمَا" والشَّاهِدُ في: معاني القرآن للفراء (٢/ ١٠١، ٤١٦)، والمُقتضب (٤/ ٤٢١)، والتخمير شرح المُفَصَّل (١/ ٤٧٨)، وشرح المُفَصَّل لابن يعيش (٢/ ٩٠) ... وغيرها.(١) ديوانُه (١/ ٥١٨)، من قصيدة يهجو بها بني امرئ القَيْسِ من بَنِي تَمِيمٍ أَوَّلُهَا:دَنَا البَيْنُ مِنْ مَيٍّ فَرُدَّتْ جِمَالُهَا ... فَهَاجَ الهَوَى تَقْويضُهَا وَاحْتِمَالُهَاوَقَدْ كَانَتِ الحَسْنَاءُ مَيٌّ كَرِيمَةً ... عَلَينَا وَمَكْرُوْهًا إِلَينَا زَيَالُهَاوَرِوَايَةُ الدِّيوَانِ: "طوَالُ الهَوَادِي ... " ولم يُشِرِ الشَّارحُ وَلَا المُحَقِّقُ لرِوَايَةِ المُؤَلّفِ، فَهَلْ هِيَ رِوَاية؟ ! أَوْ هُوَ خَطَأٌ حَيثُ رَوَاهَا بالمَعْنَى فَالهَوَادِي الأعْنَاقُ وتَتبعُهَا الأيَادِي وذَكَرَ الشَارِحُ أنَّه يُرْوَى: "طِوَالُ السَّوَادِي والحَوَادِي ... " وفَسَّر السَّوَادِي بالأيدِي والحَوَادِي بالأرْجُلُ.وَالسَّمَاحِيجُ: الحُمْرُ الطَّوَالُ، الوَاحِدَةُ سَمْحَجٌ، وَقَال بَعْضُهُم الطِّوَالُ الظُّهُوْرِ. و"قُبُّ"، ضُمَّرٌ. والنِّسَالُ: مَا نَسَلَ من شَعْرِهَا فَسَقَطَ. وهَذَا كُلُّه من شَرْحِ الدِّيوان فَليُراجع هُنَاكَ.(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute