ثم إلى الله موجعكم، فمن كان مطيعًا له .. جازاه خير الجزاء، وآتاه أتم الثواب.
٥٨ - ثم بين جزاء المؤمن بربه، المهاجر بدينه فرارًا من شرك المشركين، فقال:{وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالله، وصدقوا رسوله فيما جاء به من عنده {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ومن الصالحات: الهجرة للدين؛ أي: وعملوا بما أمرهم به، فأطاعوه، وانتهوا عما نهاهم عنه. {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} أي: وعزتي وجلالي لننزلنهم {مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} مفعول ثان لـ {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}؛ أي: قصورًا (١) عالية من الدر والزبرجد والياقوت، وإنما قال ذلك؛ لأن الجنة في جهة عالية، والنار في سافلة، ولأن النظر من الغرف إلى المياه والخضر أشهى وألذ.
{تَجْرِي} وتسيل {مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت أشجارها {الْأَنْهَارُ} الأربعة صفة لـ {غُرَفًا} حال كونهم {خَالِدِينَ} أي: ماكثين {فِيهَا} أي: في تلك الغرف مكثًا موبدًا لا نهاية له، جزاءً لهم على ما عملوا {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} الأعمال الصالحة، والمخصوص بالمدح محذوف؛ أي: نعم أجر العاملين أجرهم.
وقرأ ابن مسعود (٢)، والأعمش، ويحيى بن وثاب، وحمزة، والكسائي،