قال عطاء والكلبي والسدي (١): نزلت هذه السورة في الأخنس بن شُريق كان يلمز الناس ويغتابهم، وبخاصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال مقاتل: نزلت في الوليد بن المغيرة: كان يغتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ورائه ويطعن فيه في وجهه، وأخرج ابن جرير عن رجل من أهل الرقة قال: نزلت في جميل بن عامر الجمحي، وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة، قال: كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همزه ولمزه، فأنزل الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)} ... السورة كلها، وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان وابن عمر قالا: ما زلنا نسمع أن: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} نزلت في أبي بن خلف.
التفسير وأوجه القراءة
١ - {وَيْلٌ}؛ أي: هلاك شديد، وهو مبتدأ سوَّغ الابتداء به مع كونه نكرة، كونه دعاء عليهم، خبره قوله:{لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}، والمعنى (٢): خزي شديد وعذاب أليم، أو هلاك هائل أو واد في جهنم من قيح ودم كائن لكل همزة لمزة، قال أبو عبيدة والزجاج: الهمزة الذي يغتاب الناس، وعلى هذا فهما بمعنى واحد، وقيل: هما من الهمز، وهو الكسر كالهزم. واللمز، وهو الطعن كاللهز، شاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم، وفي "القاموس": الهامز والهمزة الغماز، واللمزة: العياب للناس، أو الذي يعيبك في وجهك، والهمزة من يعيبك في الغيب انتهى، وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وعطاء بن أبي رباح: الهمزة الذي يغتاب الرجل