واستدلوا كذلك بحديث أبي هريرة ﵁ في قصةِ الرَّجلِ الذي أوصى أهله، وكان لم يعملْ خيرًا قط، وفيه:«إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي، ثمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي؛ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، … »(٣) الحديثَ، فهذا شَكٌّ في قُدرةِ اللهِ ﷿. واستدلوا أيضًا بحديثِ عائشة ﵂ أنها قالت للنبيِّ
(١) رواه أحمد: (٢١٨٩٧)، والترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم، رقم (٢١٨٠)، وصحَّحه الشيخُ الألباني. (٢) قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري ﵀: «قال عيسى للحواريين القائلين له: ﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ راقبوا اللهَ أيها القوم، وخافوا أنْ يَنزلَ بكم مِنْ الله عقوبةٌ على قولِكم هذا، فإنَّ اللهَ لا يعجزُه شيءٌ أراده، وفي شَكِّكم في قُدرةِ اللهِ على إنزالِ مائدةٍ مِنْ السماءِ كُفرٌ به، فاتقوا الله أن يُنزِلَ بكم نقمتَه»، تفسير الطبري (٩/ ١٢٢). ومِن المفسرين مَنْ قال بأنَّ سؤالَهم ليس شكًّا منهم في قدرةِ الله تعالى، وإنما هو مسألةٌ وعرضٌ واقتراح، ووجَّه بعضُهم أنَّ المرادَ مِنْ قولِهم هذا: يا عيسى، هل تستطيع أن تسألَ ربك؟ ينظر: تفسير الطبري (٥/ ٢٨٧، و ٩/ ١١٧)، وتفسير السعدي (١/ ٤٥٧)، وغيرهما. (٣) رواه البخاري واللفظ له في كتاب أحاديث الأنبياء، باب، رقم (٣٤٨١)، ومسلم في كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه، رقم (٢٧٥٦).