الهدي: هو الطريقة والسيرة (٢)، فيدخل في ذلك جميعُ الدِّين الذي بلَّغه ﷺ عن الله جلَّ وعلا، ومِن ذلك الأحكامُ، فالهدي أعمُّ، والحُكْم أخصُّ، فهديُه ﷺ أكملُ الهدي؛ لأنه وحيٌ مِنْ الله تعالى.
وقال رسولُ الله ﷺ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ»(٣)، وقال ﷺ:«أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»(٤)، والنبيُّ ﷺ لما رأى في يدِ عمر ﵁ شيئًا مِنْ التوراةِ، غضِب (٥).
(١) ذكر العلامةُ الحجاوي ﵀ هذا الناقضَ في كتاب الإقناع (٤/ ٢٨٨) حيث قال: «مَنْ اعتقد أنَّ غيرَ هدي النبي ﷺ أكملُ مِنْ هديِه؛ فهو كافر». (٢) ينظر: القاموس المحيط، (ص: ١٣٤٥)، وقال في لسان العرب، (١٥/ ٥٧): «إنّ أحسنَ الهدْيِ هَدْيُ محمد: أي أحسنَ الطريق، والهِداية، والطريقة، والنحو، والهيئة». (٣) رواه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم (٨٦٧)، من حديث جابر بن عبد الله ﵄. (٤) رواه أحمد في المسند، رقم (٢١٠٧)، من حديث ابن عباس ﵄، وعلَّقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم في كتاب الإيمان، باب الدِّين يسر. (٥) رواه أحمد في المسند، رقم (١٥١٩٥)، وحسَّنه الألباني في الإرواء (٦/ ٣٤)، رقم (١٥٨٩).